مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
هذه الدِّراسة نقدٌ للتأويلات النقدية العربية في تلقي قصَّة (بنات آوى وعرب) لـ "فرانتز كافكا". تُقارب بين ما خلص إليه متلقو هذه القصَّة من آراء من تحليل خطابها، والذين انقسموا إلى فريقٍ اتَّهم "كافكا" بالصُّهيونيَّة، وفريقٍ ثانٍ اعتبره مُحذِّرًا من تآمر الصُّهيونية على العرب، وبينهما فريق آخر استقرأ مضمون القصَّة وفكر مؤلِّفها على أنَّه من قبيل تدويل قضية معاداة السامية؛ بوصف أحوال اليهود في المجتمعات الأوروبية. تضع هذه الدِّراسة الوثيقة النَّصيَّة (متن الحكاية ومبناها بلغة إنتاجها) في بؤرة تقاطع أوهام التَّلقي (الأحكام التَّأويلية المُتباينة)، وتتبُّع المرجعيات (النَّصية أو الثقافية) التي استُند إليها في التَّأويل وبناء الأحكام على المُؤلِّف ونصِّه؛ واقتياد الآراء النَّقدية – ما أمكن - إلى دائرة أنجع الإسقاطات التي تُبنى عليها أقرب الأحكام صلةً بالنَّصّ، بمنأى عن الانطباعية المُؤدلجة. خلصت الدراسة إلى عدم تضمّن نص (بنات آوى وعرب) ما يُعزِّز رأي إثبات صهيونية "كافكا" أو نفيها عنه صراحة. والميل إلى تسبيب حُكم الآراء النقدية العربية بصهيونيته - استنادًا إلى قصة (بنات آوى وعرب) - باقتياد الإشارات في نصه إلى المنطلقات الثقافية المرجعية لأصحاب تلك الأحكام. كما خلصت الدراسة إلى أنَّ الاعتماد على ذات الإشارات في النص المُتناول ترجح تعزيز رأي تصويره لخطر فكر الصهيونية على رأي اتهامه بالترويج للفكر الصهيوني. وقد اختار الباحث منهج نقد النقد لتقصّي أثر المرجعيات الثقافية في بناء الأحكام النقدية المعتمدة على الإشارات والرموز الفنية المرجعية ذات الأبعاد الثقافية في تلقي وتأويل النصوص الأدبية. كما أفاد من منهج النقد الثقافي في الوقوف على المرتكزات الثَّقافية المرتبطة بالمؤلِّف ونصه المُتناول ومحيط إنتاجه، وما يُناظرها عند مُستقرئي هذا العمل الأدبي.